الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ
أعلام الأحساء من تراث الأحساء
 
لقاء مجلة الخفجي مع معالي الدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء

(( مجلة الخفجي )) التقت الفقيه المالكي الأحسائي فكان حديث الطفولة المُؤهلة للإفتاء
معالي الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية
أصالة علمية متجذرة . . ورؤية فقهية متجددة

تشرفت مجلة الخفجي (( مجلة المثقف العربي )) بلقاء معالي الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك،عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، أستاذ الفقه بجامعة الملك فيصل بالأحساء ، فكان ضيفها الأول ، وهي تستقبل عامها الرابع والأربعين ، فبدأ الحديث عن الطفولة والصبا اللذين كان لهما في حياة الضيف ذكريات مميزة لا تنسى . أثرَتْ تجربته ، ثم عرج بنا على الدراسة الجامعية ، ورحلته إلى تونس لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في أوائل القرن الهجري الحالي – ثمانينات القرن الميلادي الماضي – واعتزازه برؤية كبار علماء تونس وأدبائها في تلك الفترة ، ثم أجاب عن أسئلة اللقاء التي نأمل أن تكون رحلة القارئ معها ماتعة
أجرى اللقاء : عبد الله مهدي الشمري – سكرتير التحرير .
· صاحب الفضيلة : لقد وهب الله الأحسائيين خصالا متعددة في مقدمتها دماثة الخلق ، وقدرة عالية على التعامل والتكيف مع الآخرين والتأثير ، ولا أحسبنا نستطيع حصر تلك الخصال الرائعة روعة نخيل الأحساء التي تمد المعمورة بتمورها المميزة ، فضيلة الدكتور قيس آل شيخ مبارك ، نود أن تقدم نفسك لقراء مجلة الخفجي بتعريف موجز ؟
-- ولدت في الأحساء ، وتربّيت فيها ، وقد كانت الأحساء يومها بيئةً علمية تزخر بالفقهاء والأصوليين والأدباء ، فكنت أقضي جلّ وقتي متردداً على مجالسهم ، فكان ما أستفيده وأحفظه من هذه المجالس أكثر مما كنت أقرأه ، فكانت المحضِن الذي نشأتُ فيه وتربّيت بآدابه ، فقد كنت أستمع لما يدور في هذه المجالس من فوائد و فرائد وحوارات علمية ، وأهمُّ الحوارات التي تقع حين يأتي بعض الزائرين من العلماء مِن خارج الأحساء ، فأرى الفوائد العلمية تخرج من ألسنٍ فصيحة مع كمالِ هيئةٍ ووقارٍ تامٍّ وحُسن سَمت ، وأكملت الدراسة النظامية إلى مرحلة البكالوريوس في الأحساء ، ثم سافرت إلى تونس حيث أكملت الدراسات العليا بجامعة الزيتونة .
· يرتبط الإنسان بالماضي ، ويتعلق كثيراً بسني طفولته – ربما لخلوها من المسؤوليات – ويعلق في ذاكرته كثير من أيامها وأحداثها وأناسها فتجول الذاكرة في تلك السنين المغادرة دون استئذان أحياناً أو سابق إنذار – كما يقولون – حبذا لو حدثتنا عن سنوات الطفولة والدراسة في مراحل التعليم العام ، وأهم ما تميزت به تلك الفترة ؟
-- ذكريات الطفولة يبقى نقشُها في النفوس كبيرا ، فهي اللبنة الأولى التي تنعكسُ آثارها على سلوك المرء ، والذكريات كثيرةٌ جداً لا يتسمع المجال لذكرها ، فيكفي أن أشير إلى معلمي الذي ربّاني هو عمّي الشيخ مبارك رحمه الله ، كنت أرافقه في كلّ زياراته اليومية صباحا ومساءً ، لأنه كان مكفوف البصر ويحتاج لمن يرافقه ، فلا يكاد يفوتني درسٌ من دروسه ، فضلاً عن أنّ مجلسَه كله كان أدباً و علماً ، فقد كان شأنه رحمه الله أن يلقي أكثر من درس في اليوم ، ويحضر كذلك المجالس العلمية التي تتوزّع على أيام الأسبوع ، بل حتى زياراته الخاصة كنت أرافقه فيها ، بل وفي جولاته للقرى للتعليم والإرشاد ، كان يذهب إلى قرية الطرف والجفر والجشّة والشقيق والمراح والعيون وغيرها ، وكان يطوف على المساجد للتعليم وتلقى عليه الأسئلة والاستشارات ، وسافرت معه إلى قطر مراراً ، فلا يكاد يصلّي في مسجد إلا ويلقي كلمةً فيه ، وكان هذا شأنه في أبو ظبي والبحرين والكويت .
· مضت عدة قرون على سكن أسرتكم للأحساء ، وقد ولدتم فيها وعشتم طفولتكم وسنوات دراستكم ، كيف تصف الأحساء مكانا ومجتمعا حضارة وتاريخا لقراء مجلة الخفجي في الوطن العربي ؟
-- إن كثرة العلماء في الأحساء جعلها بيئةً جاذبة لكثير من العلماء الذين يفدون إليها من الشام ومن العراق ومن مصر ومن لبنان ومن نجد ومن الحجاز وغيرها ، ولذلك كانت المجالس مدارس علمية ، وكنت أحضر هذه المجالس التي تعقد أحياناً في البيوت ، وغالباً تكون في البساتين ، فتنتشر البلاغة بينهم كالدُّرر ، وربما جرت بينهم مناظرات وطرائف سجّل بعضها كتاب شعراء هجر ، وفي هذه المجالس أستمع إلى سيَر هؤلاء الأعلام وأخبارهم وأقفُ على هممهم العالية ، فمنها أن الشيخ عبد العزيز بن حمد المبارك كان يطوف بالبلاد واعظا ومرشداً ، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ، فيتنقل بين البصرة والكويت والبحرين ودبي و أبو ظبي ، وفي إحدى رحلاته للبصرة طلب منه الشريف غالب آل عمر السعدون أن يقيم في العراق لحاجة الناس إليه ، فاعتذر بأن الناس في الكويت والبحرين ودبي وأبو ظبي وغيرها ، بحاجةٍ إليه كذلك ، وينتظرونه ، ثم كتب له قصيدة يقول فيها :
ولا تحسبوا أني سأطلبُ غيرَكم - بديلاً ولا في غيركم أتغرَبُ
غرامي بكمْ ذاك الغرامُ وحبُكمْ - يزيد على مرِّ الليالي ويَعذبُ
فما شاقَني بعد الجزيرة منزلٌ - ولا لَذّلي من بعد دجلة مَشربُ
بلى غُربةُ الإسلام يا صاحِ إنها - تَحثُ على بُعد المزار وَتُطنِبُ
وتدعو إلى هجر العراق وأهله - وإنْ حلّ قيه الأنجبُ المتَحَبّبُ
ألا ترني أصبحتُ حيرانَ واجماً - أفكّر في أي الطريقين أركبُ
عُلاكُمْ وما عوَدْتُمُوا مِن جميلكم - وَوُدِّكُمُ تدعوا إليه وتَجذبُ
وما قد فشى من منكر ٍ وضـلالـةٍ - ومن فتنٍ عنكمْ تَصُدُ وتحجبُ
· أنتم من المتخصصين في الفقه المالكي بخاصة ، ولعل ذلك يعود إلى أن أسرتكم مالكية المذهب – ومنها علماء مبرزون في فقه المذهب – وتتميز الأحساء بوجود المذاهب الأربعة ، وقد رأيت قبل مدة صورة تجمع معاليكم بأقطاب المذاهب الثلاثة الأخرى في الأحساء فما أثر هذا التنوع في هذا الجزء من الوطن ؟
- - كلُّ علم من العلوم يقوم على مدارس ، هذه المدارس هي قِوامُه الذي بها يُحفظ وبها ينمو ، وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يحفظ أحكام الشريعة الإسلامية عبر أربعة مدارس ، فكلُّ واحدةٍ من هذه الأربع مدرسةٌ قائمةٌ بأصولها وضوابطها ، وليست رأيَ فردٍ واحد ، ذلك أن كلَّ مدرسةٍ تَعاضَد على بنائها وتأصيلها : لتبقى مستندةً إلى الكتاب والسنّة أئمةُ كبار ، لا تنحرف بسبب طول الأزمان وتجدُّد الوقائع عن نصوص الشريعة ، ومن أجل ذلك فإن أيّ حادثةٍ تجدُ في الطب أو الاقتصاد ، فإن استخراج حكمها سهلٌ وميسور ، فالأمر لا يستدعي أكثر من عرضها على أصول أيِّ مدرسة من هذه المدارس ليتضح حكمها ، فكان تنوُّع المدارس مصدر إثراء و نَماء ، أما حين يُفرَض على أيّ علم من العلوم ، الشرعية وغير الشرعية ، أن يلتزم مدرسةً واحدةً فإنَّه يَيبَس ويموت .
· حبذا لو أعطيتنا لمحة عن دراستكم الجامعية ، وما تبعها من دراسات عليا ، وأهم ماتميزت به بالنسبة لكم ، ولمَ توجهت إلى جامعة الزيتونة في تونس ؟
- - حين أنهيت دراستي لمرحلة البكالوريوس في تخصُّص أصول الدين ، تقدّمتُ لكلية الشريعة بالرياض لإتمام دراستي في الفقه ، فاشترطت الكليّة أن أكمل دراستي في تخصُّصي وهو الأصول ، غير أني رأيت أن حاجة الناس في حياتهم المعاشيّة إلى الفقه أشد وأكبر ،فكرّرتُ المحاولة فلم أجد سبيلاً للموافقة ، حينها تقدّمتُ لجامعة الزيتونة بتونس ، فكانت مناسبة للالتقاء بصفوة من علماء تونس الذين أكرمني الله بلقياهم قبل أن يرحلوا ، وهذا بتوفيق منه سبحانه .
· ما موضوع رسالتيكم في الماجستير و الدكتوراه ؟
- - جعلتُ موضوع الماجستير في المسؤولية الطبية ، بينت في دراستي متى يكون الطبيبُ محلا للمساءلة ومتى لا يكون محلاً للمسؤولية ، وقد ظهر لي أنه لا مجال للمقارنة بين فقه الشريعة الإسلامية وبين القانون الوضعي ، ولذلك لم أجعل البحث مقارنا ، بل اكتفيت ببيان مسؤولية الطبيب في الفقه الإسلامي ، وأما الدكتوراه فجعلتها للحديث عن طبيعة العقد الذي يكون بين الطبيب والمريض ، معناه وأركانه وضوابطه وشروطه ، ومنها شرط رضا المريض ، وأن من شَرط صحّة الرضا تبصير المريض بمخاطر العلاج ، ومتى يجوز فسخُ هذا العقد ، ومتى يجب فسخه .
· ما أهم ما تميزت به فترة دراستكم في تونس ؟ وما الأثر الذي ترتكته سنوات الدراسة تلك في حياتكم ؟
- - من أعظم ما أكرمني الله به هو قراءتي على علامة تونس الكبير الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله ، قرأت عليه في القواعد الفهية وشيئاً من الموطأ ، وجالسته كثيراً في بيته العامر بتونس ، وأخذتُ من هديهِ وخلقه وسمته وأدبه ، وقد كان رحمه الله عطوفاً عليّ وحفيّاً بي ، فيفتح لي بيته وأبواب مكتبته الملأى بنوادر الكتب فلديه رحمه الله أكثر من عشرة آلاف كتاب مطبوع ، وثمانمائة مخطوط .
كما أنني التقيت بالعديد من رجالات تونس وباحثيها ، من أدباء ومؤرخين ومفكرين وغيرهم ، كالشيخ محمد الطّيب بسيّس ، والدكتور محمد أبو الأجفان التميمي رحمهم الله ، والشيخ الطاهر الرحموني حفظه الله وغيرهم .
· أما الموضوعات التي تجذب معاليكم بشدة للقراءة بعيداً عن تخصصكم ومجالكم البحثي ؟
- - أولى ما ينبغي أن تنصرف إليه همّة الداعي إلى الله هو قضايا العالم الإسلامي ، من هموم فقهية أو فكرية ، وأهم ما يجب على من يتصدّى للشأن العام من الفقهاء أن يبيِّن للناس حقائق الإسلام ، وألا يكون سبباً في فتنة الناس .
· كم عدد مؤلفاتكم وما أهمها بالنسبة لكم ؟
-- الكتابة صنعةٌ وفنٌ لا يُحسنه كلُّ أحد ، ولست من المكثرين ، فأنا أقلُّ من غير تأليفاً ، فما كَمُل وتمّت طباعته لي اثنا عشر بحثا فقط ، أسأل الله أن يرزقني جودة التأليف ، والنّفعَ به .
· تم تعيينكم عضوا في هيئة كبار وأنتم في نهاية عقدكم الخامس أمد الله في عمركم وبارك في علمكم – مالذي أضافه هذا التعيين لكم ، وما الأعباء التي أثقلتم بها بسببه ؟
- - التكليف يزيد الأعباء ويضع المسلم أمام مسؤولية كبيرة أمام الله ، فأخطر ما يواجه الفقيه ألا يؤدّي الأمانة بما يرضي الله ، أو أن يَضعف أمام رئيسه ، وأخفَى هذه المخاطر أن يَضعف أمام الناس فيفتيهم بما يرضيهم .
· أسرة آل الشيخ مبارك تتميز بأنها أسرة معطاءة فمنها قضاة وعلماء وأساتذة وسياسيون وأدباء وشعراء وهذا ليس مقصورا على رجالها بل تميزت بعض نساء الأسرة في جوانب علمية وثقافية وأدبية ، حبذا لو سلطت الضوء على هذا الجانب المميز لأسرتكم الكريمة .
- - جالستُ بعض قرابتي من النساء ، وهي عمّة والدي ، العمّة طرفة بنت الشيخ إبراهيم رحمها الله ، وتعلّمت منها الكثير رحمها الله ، وكانت أديبة وفقيهة ، بل وكان لها كلمة مسموعة عند الجميع ، فكانت سيّدةً في أسرتها ، فجميع أفراد الأسرة يهابونها ويجلّونها ، لعلمها وأخلاقها وحصافة رأيها ، فكانت تصلح بين المتخاصمين ، و تأمر وتنهي ، ولا يردّ لها قول .
· نسمع ونقرأ – أحياناً – فتاوى تصدر عن بعض أصحاب الفضيلة العلماء بتكفير من يجيز بعض المسائل الخلافية التي لم يجمع عليها أو التي لم تعلم بالضرورة ، فما رأي فضيلتكم بهذا المسلك ؟ وما مدى خطورته على المجتمع ؟
- - قد يغيب عن بعض المسلمين أنّ المسائل الفقهيّة إذا كانت من مسائل الاجتهاد ، فإن الخلاف فيها شائع ، وأن اختلاف الفقهاء في حكمها لم يكن في يوم من الأيام سبباً للتنازع والفرقة ، فمعرفة هذا المعنى والعمل به هو نهج السلف الصالح ، وهو علامةٌ على فِقه الرّجل في دينه ، فكلما كان المسلم إلى منهج السلف أقرب ، كان عن التبديع والإنكار في مسائل الاجتهاد أبعد ، وآيةُ ذلك أنّ الصحابة الكرام اختلفوا في كثير من مسائل الفقه ، بل اختلفوا في أخصِّ شؤون دينهم ، وهي الصلاة ، حيث اختلفوا في كثير من مسائلها ، ولم يكن اختلافُهم سبباً لاختلاف قلوبهم ، فكان بعضهم يُصلِّي خلف بعض بلا حرج ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك أن الإمام أحمد رحمه الله كان يرى الوضوء من الحجامة ، ومن الرُّعاف ، فقيل له : فإن كان الإمامُ قد خرج منه الدم ولم يتوضأ ، تصلِّي خلفه ؟ فقال : ( كيف لا أصلِّي خلفَ سعيد بن المسيب ومالِك ! ) فقبول الخلاف مقصدٌ شرعي ، وأدبٌ إسلامي رفيع ، ما أحوجنا إلى التخلُّق به .
· دار لغط شديد بين المؤيدين والمعارضين حول تجسيد شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسلسل تلفزيوني مؤخرا ، وقد أحجم من قبل كثير من المنتجين والمخرجين في السينما والتلفزيون من الولوج في تجسيد شخصيات الصحابة – رضي الله عنهم – خشية ألا تتم إجازة أعمالهم نتيجة لوجود فتاوى تحرم ذلك ، فما موقفكم من ذلك ؟
- - أما مسلسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم أُسأل عنه ، ولم أَرَه ولم أتحدث عنه ، وإنما سئلتُ عن حكم التمثيل للصحابة الكرام رضي الله عنهم منذ سنوات ففصّلت الجواب فيه ونشرته ، ولم يجْرِ حوله أي كلام ، بل ولم يناقشني بشأنه أحدٌ من العلماء ، لكن حين عرض مسلسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قيل لي بأن اسمي مكتوب ضمن المبيحين له ! وهذا إن صحّ فهو تقوّل عليّ ، وقد سئلتُ فذكرتُ أني لم أسأل عن هذا المسلسل وأن كلامي منشورٌ قبل المسلسل بسنوات ، الفقيه مؤتَمنٌ على شريعة الله تعالى ، ولا يجوز له أن يتلفتُ إلى ما يتمنّاه الناس ليفتي بأهوائهم والعياذ بالله .
· أشرتم في أحد اللقاءات أن كتب الفقه أصبحت قديمة وبعيدة المنال ، ويتعسر على الناس فهمها ، ويتعذّر عليهم معرفة مصطلحاتها ، فصارت عبئاً ... ، هل هذه دعوة لتركها وإهمالها ؟
- - بل أدعو إلى إكمال البناء الذي بنوه لنا ، فقد تطور الفقه تدريجياً من عصر الصحابة الكرام إلى أيامنا ، فبلغ مبلغا عظيماً ، فلولاه لما وجدتُ المادة العلمية التي ضمّنتها كتابي ( المسؤولية الطبية) فمن الجناية على الإسلام أن نلغي اجتهاد السابقين وجهودهم ونترك البناء عليها ، ثم نبدأ نبني من جديد ، ولهذا الكلام تفصيل ليس هذا موضعه .
· قلتم في إحدى تغريداتكم : (( تجادل أناس عند الإمام مالك ، فقام ونفض رداءه ثم قال : إنما أنتم في حرب )) هل طغى الجدال على أكثر حواراتنا ؟ ما سببه ؟ وكيف علاجه ؟
- - الجدل ثمرة للاعتداد بالرأي ، والكبرياء عن الرجوع للحق ، والكبرُ كما يقول العارفون أعظم حجابٍ يحجب المرءَ عن الله ، وعلاج الكبرياء أن يتواضع المسلم ، عندها سيكون لسان الواحد منّا ما قاله الإمام التّقي النّقي محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله : (( ما ناظرتُ أحداً إلا وتمنّيتُ أن يكون الحقُ على لسانه )) .
· كتبتم مقالا في حلقتين في جريدة اليوم بعنوان (( الرقاة كانوا بلسما فصار الكثير منهم أذى وبلاء على المجتمع )) أليس من حل لهذه الفوضى ؟ وماذا عن كثرة معبري الرؤى عبر القنوات الفضائية ؟
- - الرؤيا ظنٌ من المعبِّر ، وما أسوأ المعبِّر حين يستغلّ حسن ظن الناس فيوهمهم بأنه عليم خبير ، والرؤيا جزءٌ من النبوّة ، فما أشد ذنبَ مَن يتلاعب بالنبوّة ، ولقد قال لي أحد هؤلاء عندما كاشفته بسوء عمله ، وأنكرتُ عليه تأليفه كتابا في تفسير الأحلام ، أدخل فيه الغثّ بالسمين قال : (( أريد أن أفرِّح الناس )) وأن يعتقد أن التعبير ظنٌ وليس يقينياً ، وألا يغترّ بالرؤيا إن دلّت على صلاحٍ فيه ، فالرؤيا تسرُّ ولا تغرُّ .
· معرف حسابكم في موقع التواصل الاجتماعي تويتر : @Qais_almubarak لا يظهر أنه من الحسابات ذات الأرقام المليونية ، كما لفت انتباهنا أنكم وضعتم اسمكم (( قيس المبارك )) دون لقب – كما يفعل البعض – شيخ أو دكتور أو الجمع بينهما ؟
- الضيف : هذه الألقاب لا معنى لها ، فالناس يريدون علماً ونفعاً ، ولا حاجة لهم في المسمّيات .