الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ
أعلام الأحساء من تراث الأحساء
 
تعليقاً على الاستعانة بالحيوانات لمعرفة نتائج المونديال الشيخ المبارك: التطير لا يستند إلى علم والشريعة نهت عنه

تنامت وبشكل لافت مع انطلاقة مونديال كأس العالم في البرازيل ظاهرة توقع الحيوانات لنتائج المباريات التي تأتي امتداداً لما حدث مع ظهور الأخطبوط الألماني بول في مونديال جنوب إفريقيا الماضي.
وشهدت الأيام الماضية تداول مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للجمل (شاهين) لمعرفة توقعاته لنتائج المباريات والذي أخذ مساحة من اهتمام المتابعين للمونديال.
من ناحيته قال الشيخ الدكتور قيس بن محمد المبارك عضو هيئة كبار العلماء حول الرؤية الشرعية لهذه القضية: “جرت عادة العرب قبل الإسلام أن يتشاءموا بالطير وبالظباء وبغيرها، فكان التشاؤم يصدهم عن مقصدهم، فإذا سافر أحدهم أو أراد السفر ورأى الطير عَدَلَ عن السفر ورجع إلى أهله، والتطيُّر في حقيقته اعتمادٌ على أمرٍ مظنون، وتعلُّقٌ بأمرٍ غائب، فَعِلْمُ الغيبِ مما اختصَّ الله به، قال سبحانه: (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ) وهو أمرٌ معلوم بداهة، ولذلك نهَتْ عنه الشريعة الإسلامية، ثم إنه لا تأثير للتطيُّر في جَلْبِ نَفعٍ، ولا في دَفْعِ ضُرّ”.
وأضاف الشيخ المبارك لـ “المواطن” قائلاً: أنّ التطيرَ لا يستند إلى علم، بل مستنده الحدس والتخمين، وهذا خلاف المطلوب شرعاً، وهو بذل الأسباب الحقيقية، فإنه هو التوكُّل، فالتوكُّل أن يسعى الإنسان، ويَمضي لشأنه، ثم يفوِّضُ أمْرَه إلى الله، غير ملتفتٍ إلى أوهام، فإنْ التفتَ وُكِلَ إلى ما التَفَتَ إليه، ففي الحديث (لا طيرة وإنما الطيرة على من تطير) أي أنها تُصيبُ مَن اعتقدَها وصَحَّتْ في نفسه، فَلِسوءِ ظنِّه بالله تعالى، جعلَ اللهُ شؤمَه يقع عليه، عقوبة له في الدنيا قبل الآخرة، فَتَوَقُّعُ الضَّرر أدخل في النفوس مِن رجاء النَّفع، فالذي يتطير يَنسب المسبَّبات إلى غير أسبابها، فكأنه يصاب بالعَمَى عن الأسباب الحقيقية، فينصرفُ عنها إلى الظنون والأوهام.

http://www.almowaten.net/?p=190098
المواطن 18 يونيو 2014