فضيلة الدكتور قيس آل الشيخ المبارك .. عضو هيئة كبار العلماء
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ....
يشرفني أن أجري مع فضيلتكم حوارا صحفيا لجريدتي المساء المصرية والخليج الإماراتية كما وعدتني أثناء لقائنا في مؤتمر وسطية الفكر في الدراسات العربية والإسلامية الذي عقد مؤخرا بكلية دار العلوم جامعة المنيا .. ومرفق الأسئلة التي طلبتم إرسالها وأتمنى أن تكون الإجابة عليها باستفاضة وفي أسرع وقت ممكن.
ولك شكري وتقديري واحترامي
محمد عمر
نائب رئيس تحرير جريدة المساء
أسئلة حوار فضيلة الدكتور قيس آل الشيخ المبارك
عضو هيئة كبار العلماء
كيف يمكن النهوض بالعمل الدعوي وتفعيل دور الوعاظ ؟ الجواب: الناس تتطلَّع إلى المساجد، فهي التي كانت في الماضي توجِّه الناس وتشرح لهم دين الله، كما كان عليه السلف الصالح، فلم نجد في عامَّة الناس طيلة الأزمنة الماضية شذوذاً ولا انحرافاً، فأهل الكتاب من اليهود والنصارى، عاشوا عدل الإسلام، ورأَوا رحمة دين الإسلام التي جعلها الله كافَّة لجميع الخلق، كما قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وإنما كان هذا لأن اعامَّة المسلمين تعلَّموا دين الله وشريعته من الدعاة الصادقين والخطباء السائرين على هدْي سلف الأمَّة، المقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لهم: (يا أيها الناس إنما أنا رحمةٌ مُهداة) والذي وصفه اللهُ تعالى بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) فكانت تصرُّفات عامَّة المسلمين مِن شباب وشيِب، غايةً في الانضباط بأخلاق النبوَّة، ولم تكن تصرُّفاتهم تقليداً لزعامات تزجُّ بهم في صراعٍ مع أهلهم، ولا انسياقاً خلف ردود أفعال غير منضبطة .
2. ما هي السبيل لمواجهة الفكر المتطرف الذي ينهش في بلادنا العربية ؟
أول ما يواجَهُ به الانحراف والتطرُّف إفراطاً كان أو تفريطا، هو توفير العدل، لأن فقدان العدالة هو يُعدُّ بيئة خصبة للأفكار الشاذَّة، فإذا وُجد في هذه البيئة شبابٌ قلَّ علمهم بالشريعة، فما أيسر ما يتلاعب بهم صاحبُ أيِّ فكرةٍ، فاختطاف هؤلاء الشباب سهلٌ وميسور، ذلك أنهم أوعيةٌ فارغة، تَقبلُ ما تُملأ به، ثم يظنُّون أنهم أعرفُ الناس بالإيمان، وأنهم أشد الناس تمسُّكاً بالقرآن، وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتِّخاذ الجهَّال رؤساء، فقال عما سيحصل آخر الزمان: (اتَّخذ الناس رؤوساً جهَّالا، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلُّوا وأضلُّوا) والداء إذا عُرف وعُرفتْ أسبابُه، صار العلاج منه ممكناً .
3. من وجهة نظر فضيلتكم كيف نرتقي بالخطاب الديني المعاصر لكي يحقق أهدافه في حياة المسلمين ويحميهم من موجات التطرف والتكفير التي تجتاح عالمنا العربي والإسلامي وما هي آليات تجديد الخطاب الديني ؟.
كما ذكرتُ لك، واجبنا أن نعود بالناس إلى العهد الأول، ولعلَّ خير معينٍ على ذلك تدريس السيرة النبويَّة، ففيها تتجلَّى أخلاق الصحابة الكرام وتابعيهم، لأن الناس تقرأ الحديث الشريف، وقد يفوتُها الفهم الصحيح له، لأنهم يقرؤونه بعيداً عن مناسبته، والفهم الخطأ لدين الله يوقع في الانحراف والضلال، وقد قال سفيان بن عيينة: (الحديث مَضِلَّةٌ، إلا للفقهاء) فالحديث قد يكون عامّاً في لفظه وقد يكون معناه خاصّاً، وقد يكون منسوخاً أو ناسخاً، والعلماءُ ميَّزوا الصحيح من الضعيف والناسخ من المنسوخ، وقد كان العلماءُ فيما مضى يُحذِّرون من الجهل في فهم الحديث، قال الإمام مالك رحمه الله لابْنَي أخته: (أراكما تحبَّان الحديث وتطلبانه، قالا: نعم، قال: إن أحببتما أن تنتفعا به وينفع الله بكما، فأَقِلَّا من الحديث وتَفقَّها) قال ابن وهب: (لولا أن الله تعالى أنقذَنا بمالكٍ لضللنا) فالعلوم يكمِّلُ بعضُها بعضاً، فلا يُغني علمٌ عن علم، ولذلك قال الإمام الشافعيُّ: (من حفظ الفقه عَظُمت قيمته، ومن تعلَّم الحديث قويت حجته، ومن تعلم الشعر والعربية رَقَّ طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن لم يَصُن نفسَه لم ينفعْه علمه) فقراءة السيرة النبوية يعرض تصرُّفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن سياقها ومناسبتها، فمن شأنها تهذيب الأخلاق، وترويض النفوس على الهدْي النبوي الشريف .
4. وكيف نوظف الخطاب الإسلامي الراقي لمواجهة الفوضى السلوكية فى بلادنا العربية والإسلامية؟
5. فضيلتكم من فقهاء المالكية في العالم الإسلامي فهل تنوع المذاهب في صالح الأمة الإسلامية؟
لعلك تقصد بالتنوُّع ما يتعلَّق بالمذاهب الفقهية الأربعة، فهذه المذاهب مدارس، وهي أركانُ علم الفقه، فكل العلوم تقوم على مدارس كالطب والهندسة وعلم النفس وغيرها، ولا تقوم على مدرسةٍ واحدة، وإنما يقوم كل علم على مدارس، وهذه المدارسُ هي أركانٌ يقوم عليها الفقه، وهي سبب بقائه واستمراره، وهي سبب نمائه، فليس في شريعة الإسلام واقعةٌ ليس لله فيها حُكمٌ، ولم يُذكر في التاريخ أنَّ الفقهاء توقَّفوا عن بيان حكم الله في نازلةٍ من النوازل، قال إمام الحرمين بقوله: (والرأيُ المبتوتُ المقطوع به، أنه لا تَخلو واقعةٌ عن حكم الله تعالى، مُتَلَقَّى مِن قاعدة الشرع) فالتنوُّع حاجةٌ بل ضرورة، والأصل فيه أن يكون تنوُّعاً منضبطا، مستنداً إلى أصولٍ تَعصم من التلاعب في الشرع، فقد اقتضتْ حكمةُ الله أن يَحفظ فقه الشريعة الإسلامية عبر هذه المدارس، وكلُّ مدرسةٍ منها تستندُ إلى قواعد وأصولٍ مستمدَّة من الكتاب والسنَّة، وهذه الأصول قواعدٌ لتفسير النُّصوص الشرعية، وبهذا يُسدُّ باب التلاعب في الدين، ومن أجل هذا فإنك لا تجد عند أهل السنَّة ما تجده عند غيرهم من الجماعات التي نبتتْ على جسم الأمَّة الإسلامية، قديماً وحديثاً، والتي تجتهد بلا أصول ولا ضوابط، فتخرج منها فتاوَى يضجُّ منها العالَم، لما فيها من اعتداءٍ على الأموال بجعْلها غنائم، واستباحة للدماء والأعراض، كالتي نسمع عنها اليوم في العراق وسوريا وغيرها، فهذه الفتاوَى التي لا خطام لها ولا زمام، أي بلا أصولٍ ولا ضوابط للاجتهاد، لا تسمَّى اجتهاداً، وإنما هي تلاعبٌ بالدين، وتشويهٌ لشريعة رب العالمين .
6. ما هي الوسطية وكيف يمكن نشرها في المجتمعات الإسلامية؟
تنتشر الوسطية بين الناس إذا علموا معناها، وأنه معنى حسن، ووقفوا على قُبْح نقيضها وهو الغلوُّ، فالوسطية هي أن يكون الإنسان وسطا بين أمرين، بين الإفراط والتفريط، لا أن يكون وسطا بين الحق والباطل، فالوسطية نقيض الغلوِّ، وقد ذكر الله تعالى الغلوَّ وهو تجاوز الحدِّ، وحذَّر منه في قوله: (قُل يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) فالإفراط سيِّئةٌ وكذلك التفريط سيِّئة، وإنما كان تجاوز الحد بالمبالغة سيِّئة لأنه مظنَّة الالتباس، فالكثير من الناس يظنون أن المبالغة في الخير خير، فربَّما غَلَوْا في المدح إلى أنْ بلغوا في المحبوب مرتبة الألوهية، ويظن الناس كذلك أن تجاوز الحدِّ في الذَّم خيرٌ، فربَّما غَلَوْا في الذم إلى حدِّ التكفير ! وواقع المسلمين اليوم لا يخلو من الغلوِّ، فكثير من الناس يعيشون هذا الغلو، مدحا وتقديساً، أو ذمّاً وتقبيحاً، ثم إن الوسطية من حيث العموم معنى عام، فكل إنسان يرى أنه وسط بين الناس، وكل مفكِّرٍ يرى نفسه وسطيّاً، وهذا نظر الإنسان في خاصة نفسه، غير أن الناس أدقُّ حُكماً عليك من حكمك على نفسك، فإذا حَكَموا على أحد أنه وسطي فحكمهم أقرب إلى الصواب مِن حُكْم الإنسان على نفسه، والإسلام في عقائده وأحكامه وأخلاقه وسط بين الإفراط والتفريط، فهو يحقق للإنسان ما يصبو إليه، من غير أن يعود ذلك بالضرر عليه ولا على المجتمع .
7. هل ترون أن دور الأزهر الشريف يحقق الهدف المطلوب منه حاليا وكيف يستطيع أن يستعيد مكانته المرموقة والمأمولة ؟.
مشيخة الأزهر معلمٌ إسلاميٌّ مشرقٌ ومشرِّف، وحُقَّ لمصر أن تفخر به، وجامعة الأزهر كذلك، وكذلك الشأن في الجامعات الإسلامية المبثوثة في العالَم الإسلامي، فهذه المعالم هي مراكز إشعاع علمي، وهي المعنيُّ الأول بإعادة الناس إلى ما كان عليه المسلمون من قبل، فهم الذين يُرجَى منهم أن يعيدوا الناس إلى فهم حقائق الإسلام فهماً صحيحاً، لا غلوَّ فيه ولا شطط، وهذه المؤسسات معنيَّةٌ بالوقوف أمام زعاماتٍ وجماعات تختطف شبابنا، بل تختطف الإسلام، فتأتي بفهومٍ جديدة للدين، لم يكن عليها سلف الأمَّة، إن على مؤسساتنا الشرعية واجبٌ كبير، وهو العودة بالناس إلى هدْي النُّبوَّة، ولعل أهم ما يجب أن تكون عليه هذه المراكز أن تكون بمنْأى عن التجاذبات السياسية، فالعالِمُ أبٌ للعاصي والمقصِّر كما هو أبٌ للطائع والمتبتِّل .
8. من وجهة نظر فضيلتكم ما سبب تخلف الأمة الإسلامية فكريا .. وما السبيل للنهوض بها؟
9. كيف ترد على الغرب الذي يدعي أن الديمقراطية لا تتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية ؟
الديمقراطية مصطلحٌ حديث، والحكم عليه لا يصحُّ من غير معرفة به، فقد علَّمنا علماؤنا أنَّ الكلام على الشيء فرعٌ عن تصوُّره، وقد اقتضت شريعةُ الله أن تُبْنَى السياسةُ الشرعية على قواعد عامَّة، وقد بسط العلماء الكلام فيها، وبيَّنوا أن كثيراً من صورها في دائرة المباح، ومن ذلك أنهم صحَّحوا بعض صور الانتخاب، ولم يُلزموا الناس بصورةٍ منها، فمقصود الشارع أنْ لا تكون مخالفة لقواعد الشرع، فذكروا عدَّة طرقٍ للانتخاب، كلُّها مباحٌ، ولا حرج في اختيار واحدةٍ منها، فذكروا طريقة انتخاب سيدنا أبي بكر الصدِّيق، بأنْ يجتمع أهل الحل والعقد، حيث اجتمع كبار المهاجرين والأنصار، ومالوا إلى اختيار الصدِّيق، وهو يمتنع ويأْبَى، وحين طال إلحاههم عليه، وتكرَّر امتناعُه، قال له عمر ابسط يدك وبايعه، ففرح الصحابه وتزاحموا عليه فبايَعوه، وكان موقفاً عصيبا، واختياراً بإجماع الناس، وذكروا طريقة اختيار عمر، وهو أن أهل الحل والعقد طلبوا من الصدِّيق أن يختار لهم خليفة، فأبى، فألحُّوا عليه، فاختار عمر، فوافق الناس عليه وبايعوه طواعيةً ورضاً، وذكروا طريقة عمر، وهو أن أهل الحل والعقد طلبوا منه أن يختار لهم خليفة، فأبى، فأَلحُّوا عليه، فاقترح طريقة ثالثة، وهو أن يتولَّى الاختيار مجلسٌ مكوَّن من ستة أشخاص، فقال: (إنْ أَستَخْلِف فقد اسْتخْلَفَ مَن هو خيرٌ مني، وإنْ أترُك فقد ترَك مَن هو خيرٌ مني، إنَّ الأمر أمرُكم، أنتم شهود الأمَّة وأهلُ الشورى، فمَن رَضِيتم به فقد رَضوا به، هل تعلمون أحداً أحقَّ بهذا الأمر من هؤلاء الستة النفر الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض؟ قالوا: لا، قال: فإني أرى أنْ نجعل ذلك لهم، فيؤمِّروا أحدَهم قالوا: فقد رأَيْنَا ذلك وجعلناه إليهم) ولذلك فعليك أن تعدِّل السؤال، فما كان من قوانين الشرق والغرب موافقٌ لشريعة العدل والحقّ -وهي شريعة الإسلام قَبلناه- وما خرج عن عدل الإسلام نرفضه ونأباه، فإذا وُضعتْ طريقة لا تُفضي إلى ظلم، ولا إلى حَصْر الانتخابات في حزبين ظالمين مثلا، أو أنْ تُفضي إلى تحكُّم الأغنياء في مصالح الفقراء، أو غير ذلك من المظالم، فإن شريعة الله لا تأباها، فالحكمة تُؤخذ من العقلاء والحكماء وأهل الرأي والخبرة، بل ولو لم تكن من حكيم، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه: (خذوا الحكمة ممن سمعتموها؛ فإنه قد يقول الحكمة غير الحكيم، وتكون الرمية من غير رام)
10. كيف تصفون من يسئ لعلمائنا الأوائل من السلف الصالح ؟.. وفي رأيكم كيف نقضي على مثل هذه المهاترات حتى لا تتكرر مرة أخرى؟
لا يعيبُ غيرَه إلا الجاهل، أما العاقل الذي اهتدَى بهدْي الأنبياء فليست له عداوة مع الأشخاص، وإنما دينُ الله دينٌ يحذِّر من الأفكار الشاذَّة والباطلة، فقد عُلم بالاستقراء في أحكام الشريعة الإسلامية أنها تدور حول رعاية مصالح الناس، كما قال سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا سمعتَ الله عز وجل يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ" فأصْغِ إليها سَمْعَك، فإنَّه خيرٌ توصَى به، أو شَرٌّ تُصرفُ عنه) فعلى العلماء أن يوجِّهوا الناس إلى الحوار العلمي الهادف، وأن يحذِّروهم من نقل الحوار إلى انتقاصٍ وتحقير، وأن هذا التلاسُن محرَّمٌ شرعاً، فضلا عن أنه حجَّة الضعيف، فإن الضعيف إذا فقد الحجَّة استعان بالتَّهجُّم ورفْع الصوت، ثم إن هذا واجبٌ كذلك على الإعلام والصحافة، فعليهم تضييق دائرة التنابز .
11. هل يمكن تنقية كتب التراث من الشوائب العالقة بها أم أن التحدث في هذا الموضوع خط أحمر لا يجب الاقتراب منه ؟
أما كتب التراث، ككتب الأدب والتاريخ فمملوءةٌ بالشوائب بلا ريب، ولذلك لا يُعتمد عليها في حكم شرعي، وأما كتب الفقه والأصول فهي علومٌ صحيحةٌ منضبطة، والدعوة إلى تنقيتها كالدعوة إلى تنقية تنقية علم الرياضيات أو الفيزياء أو الطب أو أيِّ علم من الشوائب، فإنْ كان المقصود بالتنقية أن تُـحْمَى العلوم بمزيد من التَّجلية وربطها بالواقع، فالتنزيل على الواقع هو صنعةُ الفقيه، ويُسمِّيه الفقهاء تنقيح المناط، أي ملاحظة الواقع، وأنْ تُحمَى العلوم من تدخُّل غير المتخصصين فيها، فهذا حسنٌ وهو مطلوب الشارع الحكيم، وقد نصَّ العلماءُ على أن الجمود على المنقولات ضلالٌ في الدين، أما تحريف دين الله وهو دين الطهر والعفاف والعدل، فهذا لا يقبله مسلم، فليس في ديننا شيءٌ يُسْتحْيَى منه، فلا شوائب في ديننا .
12. ما هي الشروط التي يجب اتباعها لكي ينجح الحوار مع الآخر ؟.. وكيف يصحح المسلمون الصورة المغلوطة عن الإسلام ؟
13. خلافات العلماء تحولت إلى مشاجرات ومشاحنات على الفضائيات مما يشوه صورة رجل الدين .. فما هي شروط أدب الحوار ؟
الاختلاف بين الفقهاء اختلافٌ في رأيٍ اجتهادي، وهو ظاهرةٌ صحيَّة، ولذلك لم يختلف الفقهاء في أنَّه ليس لأحدٍ أنْ يَحتكر الاجتهاد لنفسه، فليس له أنْ يُلغي اجتهاد غيره، فهذا الإمام الأعظم أبو حنيفة النُّعمان رحمه الله يقول: (قولُنا هذا رأيٌ، وهو أحسنُ ما قَدَرْنا عليه، فمَن جاءنا بأحسن من قولنا، فهو أولى بالصواب منَّا) وهذا الإمام الذهبيُّ يقول: (وما زال العلماء قديماً وحديثاً يَردُّ بعضهم على بعض في البحث وفي التواليف، وبمثل ذلك يتفَقَّه العالِمُ وتتبرهنُ له المشكلات) أما ترك الحوار العلمي إلى المشاحنات، فهذا بلاءٌ ابتُلينا به .
14. انتشرت بعض الظواهر السلبية في المجتمعات العربية مؤخرا مثل الإلحاد وعدم رعاية المسنين وزواج القاصرات فكيف نواجه مثل هذه السلبيات ؟.
وُجد الإلحادُ قديماً، غير أنه لم يكن ظاهرةً في التاريخ، لأن الله خلق البشر وأَكنَّ في نفوسهم قبول الحق والتوحيد، والعرب تقول: أثر السير يدلُّ على المسير، فإن رأينا من يدَّعي الإلحاد، فإنما أَلْحد لعلَّةٍ من العلل، إما للتَّخفُّف من أعباء الإيمان، كالإلتزام بالأخلاق والآداب، وأداء العبادات، وإما ردَّة فعلٍ لسبب من الأسباب، أما الإلحادُ لقناعةٍ بأنَّ الكون تكوَّن بنفسه من غير فعل فاعل، فهذا مما يربأ العاقل بنفسه عن أن يقوله، ولذلك أرى أنْ تُعطى هذه الأحوال النادرة بقدر حجمها، لا أنْ ننشغل بها عما هو أهم منها، وهو تَجْلية حقائق الإسلام العالية للناس، فلو انشغلْنا بذلك لانْـمَحق الإلحاد .
15. يتهم البعض الشريعة بأنها قاصرة وتحتوي على الكثير من القيود ولا يمكنها مسايرة العصر الحديث .. فما ردك على أمثال هؤلاء ؟.
القصور فينا نحن، وليس في دين الله، فالجمود في الفكر يحصل إذا ابتعد الناس عن الأخذ بحقائق الإسلام، ومشكلة العالم الإسلامي اليوم هي البُعد عن المعاني الإسلامية العظيمة، فالشأن في علماء المسلمين فيما مضى أنهم كانوا يُنْزلون الأحكام الفقهية على واقعهم، فكانوا يعلمون أنّ الأحداثُ والوقائع تَجِدُّ وتتنامَى مع الزمن، فالوقائع والنوازلُ لا تتناهَى ولا يحيط بها الحَصْر، فكان الفقهاءُ كلَّما حدثتْ حادثةٌ حقَّقوا مَناطَها، فنزَّلوا حكمَها على الواقع المطابق لها، فلم يعرف تاريخُنا العلميُّ جموداً إلا في هذه الأيام التي قلَّ فيها الفقه وضعفتْ الملَكَةُ الفقهية، وقد كان الفقهاء يحذِّرون من اليُبْس والجمود، وينهون عن تخريج الفروع بجزئيَّات المسائل، دون النظر إلى القواعد الكلية، فكانوا يطلبون من الفقيه أن يَضبط الفقه بالأصول والقواعد، فالأمر كما قال الإمام شهاب الدِّين القرافي: (ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات لاندراجها في الكليات) وقد نبَّه رحمه الله إلى أنَّ الفقيهَ إذا جاءَه مَن يستفتيه مِن غير بَلَدِه، أنَّ الواجب عليه ألا يُجْرِيَ الحكمَ على عوائد بَلَده هو وأعرافه، بل على عُرْف السائل، فينظر الفقيهُ في النازلة ليقف على سِماتها وأوصافها ليُنْزِل الحكم عليها بتطابقٍ تام، وبهذا يتبين لك أنَّ هذا الضَّبط للفقه بالأصول والقواعد هو السبب في عدم وجود فراغٍ قانونيٍّ في الفقه، فلسنا بحاجةٍ للأخذ بسابقةٍ قضائيَّة ولا غيرها، ولهذا الكلام تفصيلٌ طويل الذيل، بَسْطُه في كتب أصول الفقه .
س ما دور علماء المسلمين في نهضة الأمة وتجديد الفكر الإسلامي لأنتشالها من حالة الثبات والهوان التي عليها الآن ؟
16. شاركت في العديد من المؤتمرات الدينية والندوات الفقهية وغيرها فهل تؤتي هذه المؤتمرات ثمارها على المجتمعات الإسلامية أم أنها شو إعلامي ؟.
17. تشتهر أسرتكم بوجود أعراف أخلاقية تتماشى مع قيم الثقافة الإسلامية أهمها مجلس الأسرة الذي يعقد يوميا بين صلاتي المغرب والعشاء ويتم قراءة الحديث النبوي الشريف وسرد بعض الطرائف الأدبية ومناقشة الأحداث الوطنية والعالمية .. فما مدى تأثير ذلك على الصغار وكيف يمكن تعميم التجربة ؟.
18. لكم رأي عن البذخ في الطعام والزينة في الأعراس وشبهتموه باللعب بالأموال أمام الفقراء .. فحدثنا عن ذلك.
19. ما رأيكم فيمن يدعي أن الوقف يعد حرمانا للورثة وأنه مضيعة للأموال ؟
20. لفضيلتكم مؤلف عن المسئولية الطبية في الشريعة الإسلامية .. فما حدود هذه المسئولية ؟.
الطب في الإسلام مهنةٌ شريفة، فأشرف العلوم ما كان متعلقاً بدين الناس واعتقاداتهم، ويليه ما كان متعلِّقاً بحفظ صحَّتهم، قال الإمام الشافعي: (لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أَنْبل من الطب) وقد كان كثيرٌ مِن علماء الشريعة أطباء، ومنهم الإمام الشافعي، وكان الإمام أبو أبو عبد الله المازري -أوَّل من شرح صحيح مسلم- يُفتي في الطب كما كان يفتي في الفقه، ولعظيم شأن الطب وخطر الخطأ فيه، قال العلامة ابن عقيل: جُهَّال الأطباء هم الوباءُ في العالَم، وتسليمُ المرضى إلى الطبيعة أحبُّ إليَّ من تسليمهم إلى جهال الأطباء، وكما حذَّروا من جهلَة الأطباء، فإنهم نبَّهوا كذلك على أهمِّيَّة ألاَّ يتصدى للجراحة إلاَّ من اشتهرت معرفته وأمانته، وجودة علمه بتشريح الأعضاء والعروق، وقد بسط الفقهاء القول في مسؤولية الأطباء وأخطائهم، وفرَّقوا في العقوبة بين صور الأخطاء الطبية، فذكروا الخطأ المحض، والتقصير والإهمال، والجهل بأصول المهنة، ومخالفة أصول المهنة، ومخالفة ما أَذن فيه المريض، فجعلوا لكلِّ نوعٍ عقوبةً تتناسب مع خطره، ومن أدقِّ ما بيَّنوه أنهم جعلوا العلاقة بين الطبيب والمريض علاقةً تعاقدية، فوضعوا لها شروطاً وضوابطا، ووضعوا منهجا للتداعي بينهما .
21. ثبوت الأهلة قضية تثار مع مطلع كل شهر هجري خاصة رمضان والعيدين فكيف يمكن توحيد الرؤى بين دول العالم الإسلامي ؟.
الشهر في الشرع يبدأ من لحظة رؤية الهلال، وليس من لحظة المحاق، وهي لحظةُ محاذاةِ الشمس للقمر واقترانه به، بحيث يصير القمرُ بينها وبين الأرض على خط مستقيم، وتسمَّى لحظة الاقتران، لأن وجهَ القمر المقابلَ لِجهة الشمس يصير منيراً، لانعكاس أشعة الشمس عليه، ووجهُهُ المقابل لجهة الأرض مظلماً، فيقال: امَّـحَق الهلال، فهذه اللحظة تتم بدقَّة عالية، فتتم كلَّ تسعة وعشرين يوماً واثنتي عشرة ساعة وأربعة وأربعين دقيقة وثانيتين وسبع وثمانين في المائة من الثانية، فهي دورةٌ لا يختلف فيها شهرٌ عن شهر، ولهذا كان الشهر مختلفاً، فأحياناً يُقدَّر بتسعةٍ وعشرين يوما، وأحياناً بثلاثين يوماً، بخلاف لحظة الرؤية، فإن الفلكيين متَّفقون على أنها غير منضبطة، لأسباب عديدة، منها وجود غيمٍ أو غبار أو شُعاع أو بسبب بُعد القمر عن مركز الأرض وارتفاعه فوق الأفق، وغيرها من العلامات التي يعرفها الفلكيون، فالشرعُ الشريف لا ينكر علم الفلك، وإنما لم يأخذ به هنا لأن معرفة لحظة إمكانيَّة الرؤية مُحالٌ بلا خلاف بين الفلكيين، ومن رحمة الله بعباده أنْ يسَّر الأمر علينا، فرخَّص في قبول عدلين يشهدان على رؤية الهلال، ومن شرْطِ قبول شهادتهما أنْ يَشهدا برؤيته في الزمن الذي يمكن أنْ يُرى فيه في موضعه عادة، ذلك أنَّ من واجبات القاضي أنْ يَتثبَّت من نظر الشاهد وحدَّة بصره، ومن معرفته بمطالع القمر ودرجة ارتفاعه فوق الأفق وانحرافه في الأُفق، فيُعتَبر فيمن يشهد في رؤية الهلا ما يُعتبر في سائر الشهادات، كما قال أبو الوليد الباجي، فيُشترط أن تخلو شهادتُه عمَّا يوجب إسقاطَها كما إذا كانت الرؤيةُ مستحيلةً عقلاً أوعادة، فلو زعم أحدٌ أنه رأى الهلالَ قريبا من كبد السماء، أومنحرفاً إلى غير جهة المغرب، أوقبل المحاق، فهذا يُحكم ببطلان شهادته، لأنه إنْ كان ثقةً وعدلاً، فلا شك في أنه واهمٌ، فمطْلَعُ القمر هو الغرب وليس كبد السماء، كما أن زمن رؤيته بعد المحاق بعدَّة ساعات وليس قبله، فهذا الشاهدُ إنْ كان صادقاً، فقد يكون رأى نجماً آخر أوكوكباً غير الهلال، أوشعرةً في عينه، أوغير ذلك، فالعين قد تُري الإنسانَ ما لا حقيقة له، وأذكر هنا حكايةً تلخِّصُ لنا اللغط الذي يكثر مع بداية كلِّ رمضان، ومع إقبال كلِّ عيد، وهي ما حكاه ابنُ خلكان في تاريخه: (تراءى هلالَ شهرِ رمضانَ جماعةٌ فيهم أنسُ بن مالك رضي الله عنه، وقد قارب المائة، فقال أنسٌ: قد رأيتُه، هو ذاك، وجعل يشير إليه، فلا يَرونه، ونظر إياسٌ إلى أنس، فإذا شعرةٌ مِن حاجبه قد انْثَنتْ، فمسَحها إياسٌ، وسوَّاها بحاجبه، ثم قال له: يا أبا حمزة، أَرِنا موضع الهلال، فجعل سيُّدنا أنسٌ ينظر ويقول: ما أراه! ) وإلى هذا المعنى أشار القاضي أبوبكر ابن العربي رحمه الله بقوله: الشاهدُ إذا قال ما قامَ الدليلُ على بطلانه، فلا تُقبل شهادتُهُ .
22. ما رأيكم في الممارسات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية من تخريب وقتل وحرق وسبي نساء ثم الادعاء أن الدين يأمرهم بذلك وأنه جهاد في سبيل الله ؟.
هذه من الفتن التي لا يعلم العبدُ لها تفسيراً، فأيُّ مصلحةٍ يرجوها عاقلٌ من تخريبٍ للممتَلكات ومن هتكٍ للحرمات وتقتيلٍ للأنفس، والله إن الإنسان لا يَكادُ يصدِّق ما يسمعه ويراه من هذه الأعمال العدوانيَّة، التي لا تفعلها الحيوانات إلا دفاعاً عن نفسها، لكنَّه الإنسان، فإنه أضْرَى الوحوش إذا تجرَّد من خوفٍ من الله، فأين هذا من الجهاد، فما شرع اللهُ الجهاد لقتْل الناس ولا لأذايتهم، فلم يكن الجهادُ مقصوداً لذاته، وإنما شرعه اللهُ لِمنْع الظلم وبَسْط العدل بين الناس، فإن ارتدعَ المسيء عن إساءته تركناه، وإن اضطرَّنا بأفعالِهِ المشينة إلى القوَّة استعملناها مِن غير ظُلمٍ ولا اعتداء .
23. كيف يمكن الاستفادة من التقنية الحديثة في نشر الدعوة وتصحيح الصورة المغلوطة عن الدين الحنيف ؟.
24. التكفير صار تهمة يلصقها الكثيرون على من يخالفونهم الرأي فما هي حدود تكفير الآخر ؟.
المسلم باقٍ على أصل الإسلام، فلا يصحُّ أنْ نكفِّر مسلماً إلا بدليل يقيني صريح غير محتمل، فيَكْفُر الإنسان بالقول إن نطق بكلام صريح في الكفر لا يحتمل التأويل مطلقاً، كالاستهزاء بأسماء الله تعالى وصفاته، ويَكْفر بالفعل إنْ فَعَل فعلاً يتناقض مع ما انعقد عليه الإجماع وعُلم من الدين بداهة، كالسجود للأصنام وكَـرَمْـي المصحف تحت الأقدام على سبيل التحقير، ما لم يصدر منه ما يدلُّ على أنه لم يقصد الكفر، كأن ينطق بالكفر أو يفعله خوفاً على نفسه لقوله تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن للإيمان ) ، أو يدوس على المصحف غفلةً، فالقاعدة في الشريعة الإسلامية أننا نَحكم بإسلام المرء لأدنى سبب، فإذا سمعنا كافرا ينطق بالشهادتين حَـكَـمْـنا بإسلامه، غير أننا لا نحكم بكفر أحدٍ إلا بدليل قاطع، فقد قال ابن عبد البر رحمه الله: فالواجب في النظر أن لا يكفر إلا من اتفق الجميع على تكفيره أو قام على تكفيره دليل لا مدفع له من كتاب أو سنة. ومن جميل ما سطَّره لنا تاريخنا المشرق، معاملةُ نبيِّنا محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه للمنافقين، فقد كان يعاملهم بحسب ظواهرهم ، فلم يفضحهم بل أجرى عليهم أحكام المسلمين . ثم إنا مأمورون بالتماس المعاذير للناس، لا أنْ نشقَّ قلوبَهم، قال أبو بكر بن فورك رحمه الله:الغلط في إدخال ألف كافر بشبهة إسلام خير من الغلط بإخراج مسلم واحد بشبهة كفر .
25. البعض يدعي قدرته على شفاء الناس بتحضير الجن حتى أنه تحول للعبة بيد الأطفال .. فهل يمكن للجن شفاء الإنسان وتحقيق رغباته وما تأثير الاعتقاد بذلك على المعتقدات في المجتمعات الإسلامية ؟.
الروح خلق من خلق الله تعالى، وروح المؤمن تتنعَّم برؤية مقعدها في الجنَّة، فإنَّه إذا قُبِرَ قال له الملَكان: (انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة)فالروح موجودة، أما ما يزعمه بعض الناس من أنه قادرٌ على تحضيرها، فهذا زعمٌ يحتاج إلى برهان، فهؤلاء المدَّعون يتعامَلون من السحرة، وكلُّ ما يقوم به السحرةُ تعاملٌ بأمورٍ مجهولة، بين ظنون وحدْسٍ وتخمين. لا تستند إلى علم، فما أدراك أن هذا الصوت الذي صدر صوت جنٍّ قلَّد صوت الميِّت، فما أعظم ديننا حين أمرنا أن نتعامل مع ما دلَّ عليه العلم، لا مع الأوهام والتخييلات، فقال لنا: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) أما الشفاء من الأمراض، فإن الشافي وهو الله تعالى، قد أجْرَى العادة بحصول الشفاء بأسبابٍ معروفة، كالتداوي بالأعشاب والحبوب والأشربة، وكالتداوي بالتدليك وبالجراحة وبوخز الإبر، وغيرها من الأسباب التي بثَّها الله ويسَّرها لعباده، وما كان السِّحر في يومٍ من الأيام سبباً للشفاء، فلو كان في السحر نفْعاً لأذن في التداوي به، فضلاً عن أنه ليس علماً يُمكن تدريسه، فهذه الجامعات تملأ السَّهل والوَعْر، وليس فيها علمٌ يُسمَّى علم السحر، فالسحر تعاملٌ مع طلاسم وشخوصٍ مجهولة .
26. شاركتم في ندوة لتطوير الروضة الشريفة بالحرم النبوي بالمدينة المنورة .. فما هي آليات هذا التطوير ؟.
نعم هي ندوةٌ وقعتْ بدعوةٍ من أمير منطقة المدينة المنورة سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله، الذي افتتح الندوة بكلماتٍ أثَّرتْ في نفوس الجميع، فالندوة تأتي استجابةً لحاجةٍ ملحَّة، فمساحة الروضة الشريفة محدودةٌ، فهي في حدود 333متراً مربعاً، فالحاجةُ ماسَّةٌ إلى تسهيل الوصول إلى القبر الشريف للسلام على رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، وكذلك لتسهيل الصلاة في الروضة الشريفة، ولاشكَّ أن الرئاسة العامة لشؤن المسجد النبوي قد بذلتْ جهوداً كبيرةً لتسهيل ذلك، وأجْرَتْ تنظيما اجتهدت في وضعه، ومن واجبنا أن نشكر مَن بذل واجتهد، بل إنها وفَّرتْ نساءً للترجمة يزيد عددهنَّ فيما أذكر على مائة مترجِمة يتحدثن خمس عشرة لغة، غير المسؤولات عن التنظيم واللائى يصل عددهنَّ إلى ثلاثمائة امرأة منظِّمة، غير أن الرئاسة بحاجة إلى الاستفادة من أهل الخبرة من المهندسين وأصحاب الرأي، فاجتمع عددٌ من أهل الرأي والمعرفة وناقشوا عدَّة مقترحات، وكان نقاشا مثمرا، والناس تتطلَّع الآن إلى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، لتحويل هذه المقترحات إلى برناج عملي، أسأل الله أن يرى النور قريبا .
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:GBNYLHAQArwJ:www.almessa.net.eg/main_messa.asp?v_article_id%3D229981+&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=eg#.V1pX_zV97IX